قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة
قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة من القصص التي يبحث عنها كثير من الزوار من أجل الاستفادة منها واستخلاص بعض الحكم من مثل هذه القصص الممتعة والمسلية والتي يمكن الاستفادة من بعض الحكم فيها، وسوف نقدم للزوار الكرام قصتين فيهما حكم كبيرة، وهي قصة الصداقة الحقيقية وقصة الوقوف بحجر أو التوقف بحجر والتي تنطوي على حكمة عظيمة أيضًا، ويمكن قراءة هذه القصص للأطفال والكبار أو نشرها في مختلف الصفحات وإرسالها للأصدقاء لمشاركتهم العبرة والحكمة في كل قصة.
قصة الصداقة الحقيقية
تحكي قصة الصداقة الحقيقية قصة صديقين وأحداث الرحلة التي كانا يقطعان الصحراء خلالها وحدهما، فقد خرج صديقان في أحد الأيام في قديم الزمان من المدينة في رحلة طويلة إلى مدينة أخرى، وكان يجب عليهما أن يسيرا معًا لفترة من الزمن ويقطعا مسافة طويلة في الصحراء، وكانت العلاقة بينهما قوية ومتينة جدًّا، حتى أنهما كانا مضرب المثل في الصداقة والوفاء والأخوة، ولكن في منتصف الطريق وقع خلاف صغير بينهما، وبما أنهما كانا على وفاق شديد مثل أخوين فقد كانت الحواجو مرفوعة بينهما، ولكن بعد وقت قصير اشتد بينهما الخلاف وتطورت المشكلة وفي لحظة غضب صفع أحدهما الآخر على وجهه ولكنه سرعان ما ندم على ذلك أشد الندم، وفي هذه اللحظة كتب الصديق الذي تلقى الصفعة على خده على الرمال في الصحراء: اليوم صفعني صديقي المقرب على وجهي، ثمَّ تابعا المسير معًا وقد راقت العلاقة بينهما مرة أخرى وعادت المياه إلى مجاريها.
وفي طريق الرحلة وجَدَا واحة كبيرة وفيها بحيرة كبيرة، فأرادا أن يقضيا فيها بعض الوقت للتبريد عن نفسيهما وأخذ قسط من الراحة فيها، وبعد وقت نزلا للسباحة في البحيرة المنعشة، عند ذلك أوشك الصديق الذي كان قد تلقى صفعة في الموقف السابق على الغرق بعد أن علقت رجليه بالطين أسفل البحيرة، وراح يطلب المساعدة والنجدة من صديقه، فأسرع إليه صديقه هذه المرة أيضًا ملبيًا نداء صديقه المقرب، وأنقذه من الغرق، فكتب الصديق على صخرة كبيرة قريبة من البحر: لقد أنقذني صديقي المقرب اليوم من الغرق، عند ذلك سأله صديقه لماذا كتب في المرة الأولى على الرمل وفي المرة الثانية على الصخر، فقال له: على الإنسان أن ينسى الإساءة من أقرب الناس إليه لذلك كتبت الصفعة على الرمل حتى تمحوها الرياح، وعليه أن يحفظ المعروف ولا ينساه أبدًا ولذلك كتبت إنقاذك لي من الغرق على الصخرة حتى لا يمحوه الزمن.
شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق للأطفال
قصة الحجر
في أحد الأيام كان أحد المدراء في إحدى الشركات المرموقة عائدًا من عمله إلى المنزل على طريق شبه سريع في المدينة، ولم تكن السيارات تتوقف بسهولة في ذلك المكان بسبب الزدحام وكثرة السيارات التي تعبره في النهار خصوصًا عند عودة الموظفين من وظائفهم وأعمالهم، وكان المدير يقود سيارته الفاخرة التي اشتراها منذ فترة ليست بطويلة جدًّا، وفي زحمة السيارات شاهد المدير طفلًا على طرف الشارع يحمل في يده حجرًا، وما إن أصبحت سيارة المدير على مقربة من الطفل حتى رمى السيارة بذلك الحجر وقد أحدث فيها أثرًا كبيرًا مزعجًا، توقف المدير وقد ذهل من ذلك الموقف، فتوقف جانبًا وخرج من سيارته ليرى ماذا حدث لها، فوجد أثر ضربة الحجر على سيارته بوضوح، فعاد إلى الطفل وهو يصرخ عليه بسبب فعلته المشنة والمجنونة تلك، فأجابه الطفل قائلًا: آسف يا سيدي لكنني لم أجد غير هذه الطريقة لإيقافك بها.
ومنذ أكثر من نصف ساعة وأنا أحاول إيقاف سيارة لمساعدتي ولم تتوقف أية سيارة أخرى، فقال له المدير وعلامات الغضب في وجهه: وما هي المساعدة التي تحتاجها والتي دفعتك لهذا الفعل، فقال له الطفل: لقد سقط أخي من على كرسيه المتحرك هناك ولم أستطع أن أعيده إلى الكرسي، وأريد منك أن تساعدني في ذلك فقد تعرض لجروح من جراء سقوطه العنيف، عند ذلك شعر المدير بالأسى والندم وانطلق لمساعدة الطفل، وأعاد معه أخاه المقعَد إلى كرسيه المتحرك وحاول التخفيف من آلامه وأوجاعه، ثم انطلق عائدًا إلى منزله وقد عزم على ألا يصلح مكان الحجر، حتى تكون رسالة خالدة أمامه تقول له في كل وقت وحين: لا تسرع في مسارات هذه الحياة إلى درجة أن تصبح الطريقة الوحيدة التي يمكن إيقافك بها هي رميك بالحجر.
شاهد أيضًا: قصص قبل النوم للأطفال
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة وتعرفنا على قصة الصداقة الحقيقية التي جمعت بين الصديقين وكيف كانت ردة فعل كل منهما تجاه الآخر في موقفين متناقضين، كما تعرفنا على قصة الوقوف بحجر، والتي تعرفنا من خلالها على ضرورة الالتفات للآخرين من الضعفاء والمحتاجين في زحمة الحياة ومشاغلها.