تفسير اية خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب
تفسير اية خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب هذه الآية المباركة من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن أمر علميّ معجز من الأمور العلمية التي تحدث فيها القرآن الكريم، وفي هذا المقال سوف نقوم بذكر نص هذه الآية والسورة التي وردت فيها ثم سوف نقوم بتسليط الضوء على تفسير هذه الآية المباركة كما فسرها أهل التفسير.
آية خلق من ماء دافق في أي سورة
إنّ آية خلق من ماء دافق هي آية من آيات سورة الطارق الموجودة في الجزء الأخير من القرآن الكريم وهو جزء عم، وجدير بالقول إنّ هذه الآية من الآيات العظيمة التي تتحدث بإعجاز إلهي منقطع النظير عن نشأة الإنسان وخلقه الأول.
شاهد أيضًا: من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل
آية خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب
إنّ هذه الآيات هي من آيات سورة الطارق من جزء عم آخر جزء من أجزاء القرآن الكريم، قال تعالى في هذه الآيات: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}، وجدير بالقول إنّ هذه الآية تُعد من بين الآيات العظيمة التي تحمل إعجازًا علميًا من صور الإعجاز العلمي الواردة في القرآن الكريم.
شاهد أيضًا: لماذا نهى النبي عن استلقاء المسلم على ظهره مع رفع إحدى الرجلين على الأخرى
تفسير اية خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب
إنّ المطلوب من هذه الآية الكريمة هي أن يتم تذكير الإنسان بأصله وبالطريقة التي جاء منها إلى هذه الحياة، فكل بشر في هذه الأرض خلقه الله تعالى من ماء دافق، وهذه إشارة على أنّ الذي خلق الإنسان من ماء قادر على إعادة بعثه يوم الحساب بعد الموت، قال تعالى في سورة الطارق: {إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ}، وجدير بالقول إنّ المفسرين اتفقوا على أنّ الصلب هو الظهر، أمّا الترائب فهذا ما اختلف فيه أهل العلم، فقيل: إنّ الترائب هو المكان الذي تقع فيه القلادة من الصدر، وقيل هو بين المنكبين أو الكتفين والصدر، وقيل: إنّ المقصود ببين الصلب والترائب أي بين صلب الرجل ونحره.
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: “واختلف أهل التأويل في معنى الترائب، وموضعها: قال بعضهم: الترائب: موضع القلادة من صدر المرأة” وهو مروي عن ابن عباس وعكرمة، وغيرهما، وقال آخرون: الترائب: ما بين المنكبين والصدر، وهو مروى عن مجاهد، وغيره من السلف، وقال آخرون: معنى ذلك، أنه يخرج من بين صلب الرجل ونحره” وهو مروى عن قتادة”، وأتبع الطبري قائلًا: “والصواب من القول في ذلك عندنا ، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة، حيث تقع عليه من صدرها؛ لأن ذلك هو المعروف في كلام العرب، وبه جاءت أشعارهم”.
وجدير بالقول إنّ القرطبي والحافظ بن كثير اختارا أنّ المراد هو صلب الرجل وترائب المرأة، والترائب هو موضع القلادة من صدر المرأة، أما العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله فقال: “اعلم أنه تعالى بين أن ذلك الماء، الذي هو النطفة، منه ما هو خارج من الصلب، أي: وهو ماء الرجل، ومنه ما هو خارج من الترائب، وهو ماء المرأة، وذلك قوله جل وعلا: {فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصلب والترآئب} لأن المراد بالصلب: صلب الرجل، وهو ظهره، والمراد بالترائب: ترائب المرأة، وهي موضع القلادة منها”، والله أعلم.
إلى هنا نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على آية خلق من ماء دافق في أي سورة ثم وضعنا نص آية خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ثم ذكرنا تفسير اية خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب على اختلاف التفسيرات التي ذكرها أهل العلم من المفسرين.