هل يجوز شرب الماء في الحمام

هل يجوز شرب الماء في الحمام من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، ومن الضروري أن يطلع المسلم على مثل هذه المعلومات حتى يطيع الله تعالى في حياته وفي جميع أموره، وحتى لا يعصي الله تعالى ويبتعد عن ملة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وسوف نتعرف في هذا المقال على آداب الطعام والشراب في الإسلام، وعلى حكم شرب الماء في الحمام وحكم شرب الماء أثناء قضاء الحاجة، وحكم الطعام والشراب أثناء الجنابة وغير ذلك من التفاصيل.

آداب الطعام والشراب في الإسلام

لقد حرص الدين الإسلامي على الاهتمام بمختلف جوانب حياة المسلم وتقويمها، ولذلك وضع كثير من الآداب التي يجب على المسلم مراعاتها ومنها آداب الطعام والشراب التي حضَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وقد وردت كثير من هذه الآداب في الأحاديث الشريفة، ومن أهم الآداب عند الطعام والشراب هي التسمية قبل الشرب أو البدء بالطعام، وإذا نسي المسلم التسمية في البداية يمكنه أن يقول بسم الله أوله وآخره، ومنها أيضًا أن يأكل ويشرب بيده اليمنى، وأن يأكل مما يليه من الطعام، وألا يأكل متكئًا إلا للضرورة مثل مرض أو غيره، وألا يعيب طعامًا فإذا أحبه يأكله وإذا لم يحبه يتركه، ومن آداب الطعام أيضًا ألا ينفخ الشخص على الطعام وألا يترك اللقمة التي تسقط منه بل يأكلها بعد أن ينفض ما يعلق بها فقد تكون البركة فيها، ويجب ألا يكثر المسلم من الطعام بل يجب أن يكون الثلث لطعامه فقط كما ورد في الحديث، فقد ورد في الحديث الحسن الصحيح في صحيح الترمذي عن الصحابي مقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسب ابن آدم أكلات يُقِمْن صلبه، فإن كان لا محالة فثُلُث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه”، وأخيرًا أن يحمد الله تعالى بعد الانتهاء من طعامه أو شرابه.

شاهد أيضًا: هل يجوز الوصية بدفن المصحف في الكفن ليكون عاصمًا من العذاب

هل يجوز شرب الماء في الحمام

قد يعتقد بعض المسلمين بأنَ شرب الماء في الحمام حرام أو لا يجوز، ولكن هذا غير صحيح، لأنَّ شرب الماء في الحمام ليس حرامًا في الشريعة الإسلامية ولم يرد أي دليل على أنَّ شرب الماء حرام في الحمام، ولكنَّ الفقهاء من أهل العلم في الإسلام ذهبوا إلى أنَّ شرب الماء في الحمام قد يكون مكروهًا لأنَّه لا يتناسب مع الفطرة السليمة للمسلمين، إذ أنَّ الحمام لم يوضع لمثل هذا الشأن، وقد أشار بعض الفقهاء إلى أنَّ الشرب في الحمام يعدُّ من خوار المروءة، ولذلك يجب أن يبتعد المسلم عن شرب الماء في الحمام وينتظر حتى يخرج من الحمام، وقد سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فأجاب: “الحمام موضع لقضاء الحاجة فقط، ولا ينبغي أن يبقى فيه إلا بقدر الحاجة، والتشاغل بالأكل وغيره فيه يستلزم طول المكث فيه فلا ينبغي ذلك”، وعليه فإنَّ الشرب في الحمام ليس حرامًا ولكنه ينافي فطرة المسلم السليمة ويجب الابتعاد عن هذا الفعل.

حكم الأكل في الحمام

إنَّ الأكل في الحمام ليس حرامًا في الشرع الإسلامي، ويأخذ حكمه نفس حكم الشرب في الحمام، حيث أنَّ ذلك ينافي الفطرة السليمة ويخالفها، وعلى المسلم أن يبتعد عن مثل هذه الأمور التي لا تعدُّ من المروءة، فقد وضعت الحمامات في الأصل من أجل قضاء الحاجة فيها، كما أنَّ الأكل مثل الشرب يجب أن يسمي المسلم قبله ويحمد الله بعد الانتهاء منه، وفي الحمام لن يتمكن من ذلك لأنه ليس مكانًا طاهرًا، ولذلك يكره الأكل في الحمام والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب

هل يجوز شرب الماء أثناء الاستحمام

لا يختلف حكم شرب الماء أثناء الاستحمام عن شرب الماء في الحمام، حيث أنَّ الحمامات لم توضع إلا لقضاء الحاجة ولا تناسب الأكل والشرب، وهذا ما يجعل الشرب عن الاستحمام في الحمام مكروهًا كما سبق كونه ينافي فطرة المسلم السليمة التي فطره الله تعالى عليها، وأما إذا كان الشخص يستحم في مكان آخر خارج الحمام كأن يكون يستحم على نهر أو في مكان خارج الحمام في المنزل فلا حرج في شرب الماء عند ذلك، لأنَّ المكان لا ينافي ما فرضه الله تعالى من آداب الطعام والشراب.

حكم الأكل والشرب على جنابة

يجوز للمسلم أن يأكل ويشرب إذا كان على جنابة ولا يجب عليه الغسل عند ذلك، ولكن يسنُّ له أن يتوضأ سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا لم يتوضأ فليس عليه شيء ويجوز له أن يأكل ويشرب وينام على جنابة، وقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان: “إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جُنُبْ تَوَضَّأ”، والله أعلم.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز شرب الماء في الحمام وقد تعرفنا على كثير من المعلومات والأحكام حول آداب الطعام والشراب في الإسلام، كما تعرفنا على حكم شرب الماء في الحمام وأثناء الاستحمام، وتعرفنا على حكم الأكل في الحمام، إضافة إلى حكم الطعام والشراب والإنسان على جنابة وغير ذلك.