هل يجوز الوصية بدفن المصحف في الكفن ليكون عاصمًا من العذاب

هل يجوز الوصية بدفن المصحف في الكفن ليكون عاصمًا من العذاب

هل يجوز الوصية بدفن المصحف في الكفن ليكون عاصمًا من العذاب من المعلومات التي يبحث عنها بعض المسلمين وذلك خوفًا من الوقوع في أمور لا ترضي الله تعالى، إذ يحرص معظم الناس على تنفيذ الوصية ولكنها في بعض الأحيان تكون محيرة، وسوف نتعرف في هذا المقال على أهم المعلومات عن وصية الميت في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم وصية دفن المصحف في الكفن ليكون عاصمًا من العذاب، وعلى حكم وصية وضع المصحف مع الميت في الكفن وما إلى هنالك.

معلومات عن وصية الميت في الإسلام

تعدُّ الوصية في الإسلام من الأمور الجائزة، كما أنها من المندوبات التي حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تكون في بعض الحالات واجبة من أجل تمكين أهل الحق من حقوقهم إذا كانت هذه الحقوق لا تصل إليهم إلا عن طريق الوصية، ويجب على وصية الميت في ماله ألا تزيد عن ثلث ماله، لأنها تكون معصية لله تعالى إذا زادت عن ذلك، وهذا حتى لا يترك المسلم عياله فقراء ضعفاء، وقد وردت مشروعية الوصية في كتاب الله تعالى وفي الأحاديث النبوية الشريفة، فقد ورد في سورة البقرة قوله تعالى: “كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ * فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”، وفي الأحاديث الشريفة ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أنَّ اللهَ تصَدَّقَ عليكم عِندَ وَفاتِكم بثُلُثِ أموالِكم زِيادَةً في أعمالِكم”، والمقصود جواز الوصية ومشروعيتها.

هل يجوز الوصية بدفن المصحف في الكفن ليكون عاصمًا من العذاب

لا يجوز دفن المصحف الشريف مع الميت في الكفن، لأنَّ جثة المسلم سوف تتفسخ وتتحلل بعد فترة وجيزة وسوف تخرج منها نجاسة لا يجوز أن يتنجس بها كتاب الله تعالى، حيث أنَّ المصحف الشريف حقه التعظيم والتكريم من قبل المسلمين، وتنجيس المصحف الشريف عمدًا يعدُّ من الكفر والعياذ بالله، كما أنَّ وضع المصحف تحت الأرض ودفنه من غير حاجة يعدُّ إهانة له، لأنَّ المصحف يجب أن يكون مرفوعًا دائمًا، حتى أنَ بعض الفقهاء أشاروا إلى تحريم كتابة أي شيء من القرآن الكريم على كفن الميت حتى لا تتعرض للصديد والنجاسات التي تخرج من المسلم تحت الأرض، ولا صحة للقول بأنَ وضع المصحف الشريف في الكفن يعصم المسلم من العذاب، إذ أنَّ عمل الإنسان فقط هو الذي يعصمه من العذاب، والله تعالى يخفف عن عباده الصالحين المؤمنين، وأما العاصي والمنافق والكافر فإنَّ لن يعصم من العذاب بعد موته مهما فعل والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما معنى قول النبي ﷺ من اكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا

حكم الوصية بدفن المصحف معه في الكفن

لا يجوز للمسلم أن يوصي أهله أن يدفنوا معه المصحف الشريف، لأنَّ المصحف حقه التعظيم والتكريم، وأما وضعه في الكفن مع الميت قد يعرضه إلى بعض الأشياء غير المستحبة أو إلى بعض النجاسات التي قد تخرج من الميت بعد تحلل وتفسخ الجثة، ولذلك لا يحلُّ للميت أن يوصي بدفن المصحف معه، ويجب عليه أن يقرأ القرآن الكريم في حياته، وأن يحفظه ويعمل به قبل موته، وهذه الأعمال هي التي سوف تنفعه بعد موته، فإذا قرأ المسلم القرآن في حياته جاء شفيعًا له بعد الموت، حيث أنَ بعض الأحاديث دلت على أنَّ سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما الذين يعملون بكتاب الله تعالى ويداومون على قراءته والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما هو الذي خلق من خشب ومات في خشب وانجاه الله في الخشب

الأعمال التي تنفع الميت بعد الموت

هنالك العديد من الأعمال الصالحة التي أشار إليها الفقهاء من أهل العلم والتي يمكن أن تنفع الميت بعد موته بإذن الله تعالى، وقد استندوا في ذلك إلى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنَّ الصدقات ومختلف القربات والعبادات التي شرعها الله تعالى لعباده يمكن أن تنفع الميت بعد موته، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأعمال والعبادات التي تنفع الميت بعد موته:

  • الصدقة والولد الصالح الذي يدعو له والعلم الذي ينتفع به الناس، وقد ثبت ذلك في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
  • الحج عن الميت وقد ثبت ذلك في الحديث عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنها قال: “قال رجلٌ : يا نبيَّ اللهِ ، إنَّ أبي مات ولم يحُجَّ ، أفأحُجُّ عنه ؟ قال : أرأيتَ لو كان على أبيك ديْنٌ ، أكنتَ قاضيَه ؟ قال : نعم ، قال : فديْنُ اللهِ أحقُّ”.
  • الاستغفار وقضاء الدين وقضاء ما عليه من صيام إذا كان عند قادرًا على الصيام، وأما من يسقط عنه الصيام فلا يقضى عنه مثل من مات في مرضه.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز الوصية بدفن المصحف في الكفن ليكون عاصمًا من العذاب وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن وصية الميت لأهله، وتعرفنا على حكم دفن المصحف مع الميت في الكفن تنفيذًا لوصية الميت، كما تعرفنا على حكم وصية الشخص بأن يوضع القرآن الكريم معه في الكفن وغير ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *