الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده

الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده

الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده هو من الأمور التي يهتم بمعرفتها الكثير من المسلمين، من أجل التعرف على هذا الصحابي الذي ذُكر في السنة النبوية الشريفة أنّه يمشي ويموت ويُبعث يوم القيامة وحده، وفي هذا المقال سوف نقوم وبذكر الحديث النبوي الذي وردت فيه قصة الصحابي الذي يعيشه ويموت ويُبعث وحيدًا، وسنذكر بعض المعلومات عن هذا الصحابي وعن وفاته.

الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده

هو الصحابيّ الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، واسمه الكامل هو أبو ذر جُنْدَب بن جنادة الغفاري، المتوفى في سنة 31 للهجرة وقيل في سنة 32 للهجرة، وهو صحابي جليل من الذين سبقوا في الدخول إلى الإسلام، وهو من الذين هاجروا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهو من الصحابة الذين جهروا بالإسلام قبل الهجرة، وكان أبو ذر الغفاري الجاهلية يعمل من قطع الطريق، وكان موحدًا لا يعبد الأصنام، ثمّ لما علم بخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سارع إلى مكة ودخل في الإسلام، ثم هاجر وشهد مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في أغلب الغزوات.

وقد شهد أبو ذر الغفاري فتح بيت المقدس في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم سكن في الشام، وبسبب حدته توترت العلاقة بينه وبين والي الشام آنذاك معاوية بن أبي سفيان، فكتب إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يشكو أبا ذر إليه، فطلبه عثمان في المدينة المنورة، فعاد إلى المدينة وأقام فيها حينًا من الزمن ثم ذهب إلى الرّبذة ومات فيها سنة 31 للهجرة وقيل سنة 32 للهجرة، وقد قال فيه الذهبي: “وَكَانَ رَأْسًا فِي الزُّهْدِ، وَالصِّدْقِ، وَالعِلْمِ، وَالعَمَلِ، قَوَّالًا بِالحَقِّ، لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، عَلَى حِدَّةٍ فِيْهِ”.

شاهد أيضًا: حكم كشف الوجه في المذاهب الأربعة

حديث الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده

إنّ الحديث الذي يذكر الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده هو حديث رواه أبو ذرّ الغفاري رضي الله عنه، وذُكر في تخريج سير أعلام النبلاء لشعيب الأرناؤوط بإسناد ضعيف، وجاء فيه: “أبطَأْتُ في غَزْوةِ تَبوكَ، مِن عَجَفِ بَعيري. ابنُ إسحاقَ: حَدَّثَني بُرَيدةُ بنُ سُفيانَ، عن محمَّدِ بنِ كَعبٍ القُرَظيِّ، عن ابنِ مَسعودٍ، قال: لَمَّا سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى تَبوكَ، جعَلَ لا يَزالُ يَتخلَّفُ الرَّجُلُ. فيَقولونَ: يا رسولَ اللهِ، تَخلَّفَ فُلانٌ. فيَقولُ: دَعُوه، إنْ يَكُنْ فيه خَيرٌ فسيَلحَقُكم، وإنْ يَكُنْ غيرَ ذلك فقد أراحَكم اللهُ منه. حتى قيلَ: يا رسولَ اللهِ، تَخلَّفَ أبو ذَرٍّ، وأبطَأَ به بَعيرُه.

قال: وتَلوَّمَ بَعيرُ أبي ذَرٍّ، فلمَّا أبطَأَ عليه أخَذَ مَتاعَه، فجعَلَه على ظَهرِه، وخرَجَ يَتبَعُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. ونظَرَ ناظِرٌ، فقال: إنَّ هذا لرَجُلٌ يَمشي على الطَّريقِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كُنْ أبا ذَرٍّ. فلمَّا تَأمَّلَه القَومُ، قالوا: هو -واللهِ- أبو ذَرٍّ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: رحِمَ اللهُ أبا ذَرٍّ، يَمشي وَحدَه، ويَموتُ وَحدَه، ويُبعَثُ وَحدَه. فضرَبَ الدَّهرُ مَن ضرَبَه، وسُيِّرَ أبو ذَرٍّ إلى الرَّبَذةِ. فلمَّا حضَرَتْه الوَفاةُ أوْصى امرأتَه وغُلامَه، فقال: إذا مِتُّ فاغسِلاني، وكَفِّناني، وضَعاني على الطَّريقِ، فأوَّلُ رَكبٍ يَمُرُّونَ بكم فقولا: هذا أبو ذَرٍّ. فلمَّا مات فعَلا به ذلك، فاطَّلَعَ رَكبٌ، فما علِموا به حتى كادتْ رَكائبُهم تَوطَّأُ السَّريرَ. فإذا عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ في رَهطٍ مِن أهلِ الكُوفةِ، فقال: ما هذا؟ قيلَ: جِنازةُ أبي ذَرٍّ. فاستهَلَّ ابنُ مَسعودٍ يَبكي، وقال: صدَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرحَمُ اللهُ أبا ذَرٍّ! يَمشي وَحدَه، ويَموتُ وَحدَه، ويُبعَثُ وَحدَه. فنزَلَ، فوَليَه بنَفْسِه، حتى أجَنَّه”.

شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المنتحر

كيف مات أبو ذر الغفاري

توفي أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- في منطقة اسمها الربذة في شهر ذي الحجة من سنة 31 للهجرة وقيل في سنة 32 للهجرة، وقال في وفاته ابن الأثير: “وتوفي أَبُو ذر بالربذة سنة إحدى وثلاثين، أو اثنتين وثلاثين، وصلى عَلَيْهِ عبد الله بن مسعود، ثُمَّ مات بعده فِي ذَلِكَ العاشم”، وقيل إنّه لما حضرته الوفاة أوصى امرأته وأوصى علمه فقال لهما: “إذا مت فاغسلاني وكفناني، وضعاني على الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولا: هذا أبو ذر”.

فلمّا فعلت امرأته وغلامه هذا الفعل مرّ ركب من أهل الكوفة فيهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فسأل عبد الله بن مسعود: من هذا، فقالوا له إنّها جنازة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، فبكى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لتذكره قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو: “يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده”، فصلّى عبد الله بن مسعود على أبي ذر الغفاري وكفنه ودفنه بنفسه.

إلى هنا نختم هذا المقال الذي عرضنا فيه معلومات عن الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده ومررنا فيه على الحديث النبوي الشريف الذي تحدث عن هذا الصحابي، ثم مررنا على وفاة أبي ذر الغفاري وهو الصحابي الذي عاش وحيدًا ومات وحيدًا وسوف يُبعث يوم القيامة وحيدًا كما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *