ما معنى حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه

ما معنى حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه

ما معنى حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه هو من المعاني المهمة التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين وذلك من أجل معرفة المطلوب من هذا الحديث وتنفيذه اقتداءً بأمر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وفي هذا المقال سوف نقوم بتعريف معنى التنزه من البول وسوف نمر على نص حديث تنزهوا من البول ومعنى هذا الحديث وصحة هذا الحديث أيضًا، كما سوف نتحدث عن لماذا البول هو سبب أغلب عذاب القبر.

معنى التنزه من البول

إنّ المقصود بالتنزه من البول هو التحفظ والحذر منه، أي أن يبول الإنسان في مكان لين أو في جُحر فلا يطير عليه من البول شيئًا ثم يستنجي، وهذا هو التنزه، وجدير بالقول إنّ التنزه من البول هو من أهم الأمور التي يجب على الرجل والمرأة الاعتناء بها، فإذا وقع شيء من البول على قدم الشخص أو فخذه فعليه أن يصب عليه الماء ويغسل المكان الذي وقع فيه البول لكي يحقق المعنى المقصود من التنزه من البول.

شاهد أيضًا: ما هو الذي خلق من خشب ومات في خشب وانجاه الله في الخشب

حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه

ورد حيث التنزه من البول في أكثر من متن في السنة النبوية الشريفة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “تنزَّهوا مِنَ البَولِ فإنَّ عامَّةَ عَذابِ القَبرِ منهُ”، وورد هذا الحديث أيضًا في كتاب شرح مشكل الآثار للطحاوي برواية عبد الله بن عباس رضي الله عنهما باللفظ الآتي: “إِنَّ عَامَّةَ عذابِ القبرِ مِنَ البولِ فَتَنَزَّهوا مِنَ البولِ”.

ما معنى حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه

إنّ المعنى المقصود في حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه هو إشارة وأمر شرعي بالتطهر والتنظف من كل نجاسة وقذارة، والبول والغائط من النجاسات التي يجب على المسلم التنظف منها، وفي هذا الحديث الشريف يخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ عذاب القبر في الغالب يكون من البول، وإنّ أكثر ما يكون سببًا لعذاب الناس في القبر هو عدم الاستنجاء من البول، أي عدم التطهر، ولهذا يجب الحرص على الاستنجاء وحسن التنزه من البول، والمقصود بالتنزه أن يحسن الشخص التخلص من البول وعدم تطايره عليه، وفي حال حصل التطاير فعليه أن يغسل المكان الذي وقع عليه البول وتنظيفه بشكل جيد لتحقيق الطهارة المطلوبة، وفيما يأتي نذكر قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث:

التحفظ من البول والحذر منه، فإذا أراد الإنسان يبول يبول في محل لين، أو في جحر من محل قضاء الحاجة، لئلا يطير إليه الرشاش رشاش البول، فالمرأة والرجل كذلك عليهما جميعاً أن يعتنيا بهذا الأمر، فيكون البول في محل لا يطشش على الإنسان، وإذا أصابه شيء منه، طشش على فخذه، أو طشش على قدمه، فيصب عليه الماء، ويغسله عن ما أصابه، يغسل ما أصابه، حتى يكون قد تحرز من البول، وإذا كان المحل لين كالأرض اللينة، أو وضع الفرج على نفس الجحر الذي يذهب فيه الماء، حتى لا يطشش عليه كفى ذلك.

شاهد أيضًا: من أين جاء الكبش الذي فدى الله به إسماعيل

صحة حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه

ورد الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه في أكثر من طريق في السنة النبوية الشريفة، ومنها:

  • ورد هذا الحديث برواية أبو هريرة -رضي الله عنه- في كتاب البدر المنير لابن الملقن، أما خلاصة حكم المحدث في هذا الحديث فهي أنّ إسناده [ على ] شرط الصحيحين إلا أبو يحيى القتات فاختلفوا فيه وله متابع على حديثه وشواهد تقتضي مجموعها حسنه وجواز الاحتجاج به.
  • ورد هذا الحديث أيضًا صحيحًا برواية عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في كتاب شرح مشكل الآثار للطحاوي.

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب

لماذا كان أكثر عذاب القبر من البول

إنّ أكثر عذاب القبر من البول لأنّ البول نجس، ولأنّ الإسلام يدعو المسلمين إلى التخلص من النجاسة بكل أشكالها، وجدير بالقول إنّ الكثير من العلماء يرون أنّ عدم التنزه من البول هو كبيرة من الكبائر التي يجب أن يحذر المسلم من إتيانها، وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: “خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن بَعْضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا، فَقالَ: يُعَذَّبَانِ، وما يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ، وإنَّه لَكَبِيرٌ، كانَ أحَدُهُما لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وكانَ الآخَرُ يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ ثُمَّ دَعَا بجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا بكِسْرَتَيْنِ أوْ ثِنْتَيْنِ، فَجَعَلَ كِسْرَةً في قَبْرِ هذا، وكِسْرَةً في قَبْرِ هذا، فَقالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عنْهما ما لَمْ يَيْبَسَا”، وقال الصنعاني في تفسير هذا الحديث:

ثم أخبر أن عذاب أحدهما لأنه كان لا يتنزه من البول أو لأنه لا يستتر من بوله من الاستتار أي لا يجعل بينه وبين بوله ساترًا يمنعه عن الملامسة له أو لأنه لا يستبرئ من الاستبراء أو لأنه لا يتوقاه وكلها ألفاظ واردة في الروايات والكل مفيد لتحريم ملامسة البول وعدم التحرز منه.

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه على معنى التنزه من البول ثم ألقينا فيه الأضواء على ما معنى حديث تنزهوا من البول فإن أكثر عذاب القبر منه ومررنا على مدى صحة هذا الحديث في كل الطرق التي ورد منها، كما مررنا في ختامه على لماذا كان أكثر عذاب القبر من البول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *