ما هو الطعام الذي يجوز أكله ويحرم بيعه

ما هو الطعام الذي يجوز أكله ويحرم بيعه

ما هو الطعام الذي يجوز أكله ويحرم بيعه ؟ والتي تعتبر من أحد أمور الشريعة الإسلامية، كما أنه أحد علوم الدين، والتي لا بد للمسلم أن يسر عليها حتى يعظم شعائر الله عز وجل ويتبع نهج الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد قال الله تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وفي هذا المقال سيتم التعرف على إجابة هذا السؤال.

ما هو الطعام الذي يجوز أكله ويحرم بيعه

يعد لحم الأضحية من الأطعمة التي حرم الدين الإسلامي بيعها، ولكنه أباح للمسلم أن يأكلها، ولحم الأضحية هو ما يقوم المسلم بذبحه من أنعام أو أغنام أو إبل أو بقر في عيد الأضحى المبارك، وبالتحديد في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وذلك بهدف التقرب إلى الله عز وجل.

حكم الأضحية

اتفق المالكية والشافعية والحنابلة على أن الأضحية سنة مؤكدة، وقد استدلوا على ذلك بحديث ا مسلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحد منكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظافره)، بينما يرى الحنفية أن الأضحية واجبة واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى (فصل لربك وانحر)، في حين أن الشيعة يرى أن الأضحية مستحبة وان استحبابها مؤكد، وهذا القول بالنسبة لقول علي السيستاني.

فضل وثواب الأضحية

تعتبر الأضحية من أفضل الصدقات عند الله عز وجل، والتي يتم من خلالها إطعام الفقراء والمساكين، والتي يحصل من خلالها المسلم على ثواب وأجر عظيم، فعل كل شعره من الأضحية ينال المسلم أجر، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله زيد بن الأرقم (ما الأجر الذي تحصله من وراء الأضحية فقال بكل شعرة حسنة)، وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بالذبح في عيد الأضحى المبارك، وقد قال عن فضل الأضحية (ما عمل آدمي في ذلك أفضل من إراقة الدم).

أهمية الأضحية

للأضحية أهمية كبيرة، وهذا ما سيتم توضيحه في النقاط التالية:

  • التقرب من الله عز وجل، فهي واحدة من الشعائر التي اجتمع عليها أهل العلم.
  • إحياء سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • إدخال الفرحة على قلوب الفقراء والمحتاجين، وزيادة صلة القرابة بين الأهل والأقارب.

سبب جعل الأضحية فريضة

كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعو الله عز وجل أن يرزقه بولد صالح، فاستجاب له ربه، وكان يسعى مع أبيه دائمًا، وفي أحد الأيام رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام أنه يقوم بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فقال له أبوه يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى، فقال له ابنه يا أبتي افعل ما تؤمر وإن شاء الله ستجدني من الصابرين.

وبالفعل أخذ سيدنا إبراهيم ابنه إسماعيل حتى يحقق رؤيته، ويحصل على رضا الله عز وجل، فناداه الله سبحانه وتعالى وقال أن قد صدقت الرؤيا يا إبراهيم إنا كذلك نجزي المحسنين، ففدى سيدنا إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم، ولهذا السبب أطلق على هذا العيد اسم عيد الأضحى، ويقوم المسلمين في هذا العيد بذبح الأضحية للتقرب من الله عز وجل، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأضحية فريضة من فرائض الله.

شروط الأضحية

هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها حتى تكون الأضحية صحيحة، وهذه الشروط هي:

  • النية: ومحلها القلب، وهي أن ينوي الإنسان التضحية بما سيذبحه، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
  • الأضحية تكون في الوقت المحدد للذبح: والتي تكون من أول أيام العيد وبالتحديد بعد صلاة العيد وحتى اليوم الثالث من أيام العيد.
  • الأضحية تكون من الإبل أو البقر أو الغنم: والدليل على ذلك قوله تعالى (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ).
  • سن الأضحية مطابق للشرع: ففي الإبل تكون أتمت خمسة سنوات، وفي البقر تكون أتمت سنتين، وفي الماعز تكون قد أتمت سنة، وفي الضأن تكون قد أتمت ستة أشهر.
  • الأضحية خالية من أي عيوب جسدية: وذلك بأن تكون غير عوراء أو مريضة أو عرجاء أو جعفاء، كما حث النبي عليه الصلاة والسلام بذلك.

عيوب الأضحية

هناك مجموعة من العيوب التي تجعل الأضحية غير مقبولة من الشخص، ومن هذه العيوب ما يلي:

  • الأضحية المريضة أو العرجاء أو العوراء أو العجفاء.
  • المالكية حدد مجموعة من الشروط وهي عديمة الأذنين، ومكسورة القرن، ومشقوقة الأذن وبالتحديد إذا زاد الشق عن الثلث، ومقطوعة الذنب.
  • الحنفية فإنه يرى العيوب تكون من هي مقطوعة الذيل، الجلالة وهي من تأكل البعل، ومقطوعة الذنب، والهتماء التي لا تمتلك أسنان، ومقطوعة الأذن.
  • الشافعية يرى أن تلك العيوب هي البهيمة التي تفقد الكثير من أسنانها أما القليل فليس في ذلك ضرر، والمصابة بمرض قد يميتها، والجرباء التي تعيش في المرعى ولا يمكن راعيتها.

شاهد أيضًا: حكم شراء الذهب اونلاين

حكم الأكل من الأضحية

اتفق العلماء على جواز الأكل من الأضحية، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا ضحَّى أحَدُكم فلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِه)، كما أن العلماء اشترطوا التسمية على الذبيحة وذلك استدلًا بقوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ)، ولكن مذهب الشافعية يرون أن التسمية ليست من السنة لذلك فإنها ليست من شروط الأكل من الذبيحة.

حكم بيع الأضحية أو جزء منها

يحرم بيع الأضحية أو جزء منها إذا كانت النية بنية الأضحية، كما اتفق الشافعية والأصحاب بأنه لا يجوز للمسلم أن يبيع شيء من الأضحية مثل الجلد أو اللحم أو الصوف أو القرن أو الشم، أو جعله أجرة للجزار، ولكن على المضحي أن يتصدق بها، واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (من باع جلد أضحيته فلا أضحية له).

الشروط التي يجب اتباعها عند الذبح

هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها عند الذبح، ومن تلك الشروط ما يلي:

  • الشخص القائم بالذبح مؤهل للزكاة.
  • المسلم يكون بالغا عاقلا.
  • آلة الذبح تكون حادة جدًا.
  • الذبح يكون بالسن أو الظفر أو العظام.
  • الذبح يكون بقطع مجرى النفس، والمريء، والشريان، والوريد.
  • النية والتسمية عند الذبح.
  • الذبح يكون أمام أضاحي أخرى.
  • لحم الأضحية يتم توزيعها على الفقراء والمساكين والأهل والأقارب، والمحتاجين.
  • الأكل من الأضحية جائز، ولكن لا يجوز بيعها.

الفرق بين الأضحية والهدي والفدية

هناك فرق بين الأضحية والهدي والفدية، ومن خلال النقاط التالية سيتم التعرف على تلك الشروط وهي:

  • الأضحية: وهو ما يتم ذبحه من أول أيام العيد حتى نهاية أيام التشريق، وهدفها هو التقرب من الله عز وجل.
  • الهدي: وهو ما يتم تقديمه للحرم من الإبل أو الغنم أو البقر أو المال، وهي خاصة بالمعتمر أو الحاج، وذلك من أجل إطعام الفقراء والمحتاجين.
  • الفدية: وهو ما يتم تقديمه عندما يفعل الشخص شيء محظور، أو يترك ركن واجب من أركان الحج، وعليه أن يقدم فدية فيذبحها في الحرم، أو أن يحلق المحرم رأسه.

حكم الأكل من الهدي أو الفدية أو الأضحية

من خلال النقاط التالية سيتم التعرف على حكم الأكل من الهدي أو الفدية أو الأضحية، وهي كالتالي:

  • الأضحية: يجوز الأكل منها وإطعام الفقراء والمساكين والأهل، وعلى المضحى أن لا يأخذ شيء من شعره أو أظافره قبل الأضحية بعشرة أيام، حتى يضحي.
  • الفدية: لا يجوز الأكل منه ولكنه يعطي للفقراء والمحتاجين، لأنها تقدم عند ترك واجب أو فعل شيء محظور، لذلك لا بد من تقديم دم للفقراء.
  • الهدي: يجوز الأكل منها، وإطعام الفقراء والمحتاجين.

وبهذا يكون قد تمت الإجابة على سؤال ما هو الطعام الذي يجوز أكله ويحرم بيعه ، وهو لحم الأضحية، وهو ما يتم ذبحه في أيام عيد الأضحى المبارك بغرض التقرب من الله عز وجل، والتي حرم الدين الإسلامي على المسلم بيع لحمها، ولكن يجوز له أن يأكل منها، كما يجب أن تتوفر في الأضحية مجموعة من الشروط حتى تكون الأضحية صحيحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *