شرح قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي

شرح قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي

شرح قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي، هذه القصيدة التي تُعد من بين أشهر القصائد التي تتحدث عن صفات الرسول الكريم وأخلاقه وسماته الفضلى، نظم الشاعر أحمد شوقي قصيدة ولد الهدى تمجيدًا لذكرى المولد النبوي، وعبر فيها الشاعر عن فرحته وفخره بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ويتساءل الكثير من الأشخاص وخاصة الدارسين عن شرح هذه القصيدة، ولذلك سوف نقوم بشرحها في هذا المقال وعبر موقع تصفح.

معلومات عن أحمد شوقي

أحمد شوقي هو شاعر وكاتب من أصل مصري، ولد في القاهرة في عام 1868 للميلاد، ويعدّ أحمد شوقي من أبرز شعراء العصر الحديث، وقد لُقب بـ “أمير الشعراء”، وقد نشأ في ظل البيت المالك الخديوي، وتنقل بين بلدان عدة، حيث تعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وأرسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلييه، واطلع على الأدب الفرنسي، وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي، مما زاد من ثقافته، وطور من معرفته في العديد من المجالات مثل العلوم والفنون والثقافة، وعلى الرغم من ذلك ظل أحمد شوقي متمسكًا بالتراث الشعري القديم، فقد شارك في تأسيس مدرسة الإحياء والبعث والتي تهدف إلى إحياء التراث والمحافظة عليه، وعلى الشعر العربي في نمطه التقليدي القديم، وقد ترك خلفه الكثير من القصائد التي تناولت قضايا مختلفة تهم المجتمع، وقد حاول  التنويع في قضائده وشعره، فمنها ما كان غرضه المدح ومنها الفخر ومنها الرثاء، وإحدى قصائده المشهورة “ولد الهدى”، وتوفي الشعر أحمد شوقي في القاهرة في  عام 1932.

شاهد أيضًا: أسماء جماد بحرف الفاء

قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي مكتوبة

يقول الشاعر أحمد شوقي في قصيدته “ولد الهدى”، والتي تُعد من أجمل القصائد الشعرية التي كتبها أحمد شوقي في حياته:

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ **** وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ **** لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي **** وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا **** بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ **** وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ

نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ **** فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ ****ألِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ

يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً **** مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي **** إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ

خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ **** دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ

هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت **** فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ

خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها **** إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ

بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت **** وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ

شرح قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي

سوف نقدم فيما يأتي شرحًا مفصلًا لقصيدة ولد الهدى؛ وذلك من خلال ذكر عدة أبيات من القصيدة ثم شرحها:

  • وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ **** وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌوَثَناءُ
    الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ **** لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

يصف الشاعر الكون عند ولادة الرسول الكريم، فقد أضاءت الدنيا بأسرها، وعمت السعادة في الأنحاء كلها، وكان الزمان سعيدا باستقبال هذا الميلاد والتاريخ الذي حفر بذاكرة الزمن.

  • نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ **** فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
    اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ ****ألِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ

يتابع الشاعر مدحه للرسول الكريم، ويشرح كيف رتبت أسماء الرسل في اللوح المحفوظ واسم محمد أولها وأجملها، وأن حروف اسم الله من أجمل الحروف  تأتي أولا ثم يليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم.

  • هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت **** فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ
    خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها **** إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
    بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت **** وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ

يبين الشاعر في هذه الأبيات مدى عظمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأن الرسول الكريم وخاتم الأنبياء كان هو الفرحة الكبيرة والبشرى التي احتفى بها أهل السماء وأهل الأرض فتزينت السماء وتعطرت الأرض، ويشرح جمال نور النبوة على وجهه الكريم.

  • أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ **** وَتَـهَـلَّـلَـت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ
    يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ **** وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ

يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن البشرى التي بشرنا بها المسيح عيسى ابن مريم عن قدوم خاتم الأنبياء محمد، وأنّه حتى الصباحات فرحت وازدادت إشراقًا بمولدك يا رسول الله، وأشرقت الليالي وأضاءت.

  • نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ **** وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ
    بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم **** يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ
    زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ **** يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ

يشرح الشاعر أحمد شوقي في هذه الأبيات مدى روعة الرسول الكريم عند مولده وهو في المهد، وأنّه وعلى الرغم من أنّه خلق يتيم إلّا أنّه تحلى بمكارم الأخلاق والخصال الحسنة، فقد أكرمه الله عز وجل بأخلاق فاضلة وخصال حميدة يتمنى أن يتحلى بها كل البشر ولا سيما الشخصيات العظيمة الشأن.

  • وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ **** مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ
    فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى **** وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ
    وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ **** هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ

يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن جمال الرسول الكريم، فضله عن خصاله الحسنة من الجود والكرم والرحمة والقدرة على العفو والصفح، إذ إنّ كرم الرسول وجوده لا مثيل له وعندما يعطي يكون عطاؤه سخيًا لا حدود له، وأفعاله تجعله مفضلًا على كل الخلق، أما رحمته -صلى الله عليه وسلم- فقد ساوت رحمة الأهل بأولادهم، ومحبتهم لهم.

  • وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ **** فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ
    وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ **** وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ

يقصد الشاعر في هذه الأبيات أنّ رسول الله يحفظ العهود والأمانات، فإذا أخذ من الناس عهداً أو أعطياهم إياه، فإنّه يلتزم بهذا العهد من منطلق الذمة والشرف والوفاء بالعهود.

  • صلى عليك الله ما صحب الدجى **** حاد وحنت بالفلا وجناء

يختم الشاعر القصيدة بالصلاة والتسليم على الرسول الكريم صلاة سرمدية دائمة لا تنتهي.

شاهد أيضًا: كلمات تنتهي بحرف الفاء

معاني المفردات في قصيدة ولد الهدى

تحتوي القصيدة على الكثير من المفردات الصعبة، وسوف نعرض من خلال الجدول الآتي شرحها بعضها بشكب مبسط:

المفردةمعنى المفردة
ثناءالشكر والمدح
تضوعتانتشرت بقوة
الغبراءالأرض
شمائلجمع شميلة وهي الطباع والخصال
الدجىالليل شديد الظلام
الأنواءجمع كلمة نوء معناها العطاء
الوجناءالشديدة العظيمة، وقد الشاعر بها الناقة التي تجوب الفلاة.

الأفكار العامة في قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي

نوضح من خلال النقاط الآتية مجموعة من الأفكار الرئيسية في قصيدة أحمد شوقي في المديح النبوي ما يأتي:

  • وصْف حال الدنيا والكَون في يوم ولادة النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • بيان مكانة النبي -عليه الصلاة والسلام- بين الأنبياء وسائر البشر.
  • وصْف أثر ووقع ذكْر النبي -عليه الصلاة والسلام- عند الظالمين والطغاة والملوك الظلام.
  • توضيح بعض الفضائل الخصال الحمية التي يتحلّى بها النبي -عليه الصلاة والسلام- منذ كان في المهدا.
  • ذكْر بعض شمائل وصفات النبي -عليه الصلاة والسلام- وأخلاقه العطِرَة من الكرم والجود والرحمة.

إلى هنا أعزاءنا رواد موقع تصفح، نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان شرح قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي، وقد تعرفنا فيه على هذه القصيدة مكتوبة، وشرح أهم الأبيات التي وردت فيها، مع نبذة عن الشاعر أحمد شوقي، والصور الفنية في هذه القصيدة، وشرح بعض المفردات الصعبة في أبياتها، وأهم الأفكار العامة والرئيسية في قصيدة ولد الهدى لأحمد شوقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *