أعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه
أعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه التي تعرف على أنها ذلك الانحراف عن السلوك القويم، والمعنى المضاد للطاعة والذي يزين فيه الشيطان للإنسان ارتكاب الخطايا واقتراف الذنوب والمعاصي، وينتج عن ذلك العقاب في الدنيا والعذاب في الآخرة كلما زاد فعل الذنوب، وعلى الرغم من ذلك قد يغفر الله بعض تلك الذنوب ولا يغفر بعضها نظرا لعظمها وشدة أثرها.
أعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه
هناك بعض الذنوب التي لا يغفرها الله للمسلم نظرا للإثم العظيم الذي اقترفه والذي لا يمكن غفرانه، وذلك كما جاء في قوله تعالى في سورة النساء “إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا”، وتتمثل تلك الذنوب فيما يلي:
الشرك بالله
يمكن القول بأن الشرك بالله عز وجل هو الاعتقاد بوجود شريك آخر في الملك مع الله سبحانه وتعالى ويمكن عبادته مثل الشمس والنجوم والأصنام وغيرها، ويعد الشرك بالله من أكبر الكبائر التي يرتد بها العبد عن ملته، ويعرف ذلك النوع من الشرك بالشرك الأكبر، ويواجه به كل من أشرك العقاب في النار، وذلك كما قال سبحانه وتعالى “إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا”، وهناك بعض الأمور أيضا التي تندرج تحت مسمى الشرك والتي تعرف بالشرك الأصغر وهو الاعتقاد في دور بعض الأشياء في منح الرزق أو تحسين الأحوال، ومن أبرز أمثلته الاعتقاد في التمائم والأبراج.
شاهد أيضًا: من هم خاصة الله واهله
عقوق الوالدين
يعد بر الوالدين من الأمور التي يحثنا عليها الدين الإسلامي، وفي المقابل ينهانا الله سبحانه وتعالى عن عقوق الوالدين ونهرهم بالقول أو الفعل، ويعاقب الله العاق لوالديه في الدنيا والآخرة، وذلك كما جاء في قوله تعالى “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”.
ترك الصلاة
إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي الصلة بين العبد وربه، ويعد كل من ترك الصلاة متعمدا آثما ويفعل كبيرة من الكبائر تصل حد الكفر، وذلك كما جاء في قوله تعالى “فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”، كما روي عن النبي الكريم في حديثه الشريف ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر”.
الزنا
يعرف الزنا بأنه تلك العلاقة المحرمة شرعا التي تنشأ بين الرجل والمرأة سواء كانت بالنظر أو بالكلام أو بالفعل، ويعد الزنا من كبائر الذنوب التي تصل عقوبتها الدنيوية حد القتل حال ثبوت حدوثه خاصة إذا كان الزاني أو الزانية من المتزوجين، بالإضافة إلى أنهما يعاقبان أشد العقاب في الآخرة، وقد نهانا الله بشدة عن فعل الزنا في قوله تعالى “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلً”.
السحر
يعرف السحر بأنه تلك الخدعة التي تهدف إلى التفريق بين المتحابين والإضرار النفسي والبدني ببعض الأشخاص، وذلك من خلال الاستعانة بالجن والشياطين، ويعد السحر من الأمور المحرمة التي تعد من كبائر الذنوب، والتي يأثم كل من شارك بها بالقول أو الفعل، حيث يعتبر بداية الطريق نحو الكفر.
يعتبر التخلص من الكتب والأغراض الخاصة بالسحر أمر هام، وذلك بحرقها حتى ولو لم تستخدم خشية السقوط بالكفر والشرك، وذلك كما جاء في قوله تعالى “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ”.
شاهد أيضاً: هل يجوز الترحم على المنتحر
قتل النفس
إن قتل النفس عمدا دون وجه حق هو من الأمور المحرمة شرعا ويواجه قاتل النفس المتعمد جزائه في الحياة الدنيا وهو القصاص، وفي الآخرة يواجه غضب الله سبحانه وتعالى ويخلده في نار جهنم، وذلك في قوله تعالى “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”
الربا
ينقسم الربا إلى نوعين وكلاهما في الأصل حرام، الأول هو ربا النسيء وهو إضافة مبلغ مالي على المبلغ الذي تم إقراضه للمقترض حال تعثره في سداد الدين أو سداد الدين على أقساط طويلة المدى، ويعرف النوع الثاني من الربا بربا الفضل وهو بيع كمية معينة من إحدى السلع مقابل كمية أكبر من نفس السلعة، مثل بيع طن من الأرز مقابل طن ونصف من نوع آخر من الأرز.
يمكن القول بأن الربا حرام بمختلف أنواعه بإجماع آراء العلماء ووفقا لما جاء في الكتاب والسنة، وقد ذكر ذلك في قوله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رؤوس أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ”.
أكل مال اليتيم
إن أكل مال اليتيم من الذنوب العظيمة التي نهى الله سبحانه وتعالى عن فعلها ووصفه بالحوب الكبير أو الإثم العظيم، وذلك كما جاء في قوله تعالى “وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا”، ويحذر الله كل من يكفل اليتيم من أقاربه ألا يستحل ماله إلا مقابل رعايته فقط حتى لا يأثم، وذلك كما جاء في قوله تعالى” وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ حَسِيبًا”.
التولي يوم الزحف
يعرف الزحف بأنه لقاء العدو ويعني لفظا المشي الثقيل، أما كلمة التولي تعرف بالانسحاب والهروب قبل أو أثناء المعركة، ويشدد الله سبحانه وتعالى على الانسحاب من المعارك وخذلان المسلم لأخيه وذلك في قوله تعالى “يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَروا زَحفًا فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ* وَمَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَو مُتَحَيِّزًا إِلى فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّـهِ وَمَأواهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصيرُ”.
قذف المحصنات
يعرف قذف المحصنات بأنه اتهام صريح للمرأة المؤمنة بفعل الزنا أو ممارسة اللواط، أو أن يشهد عليها أحد دون اكتمال أدلة الاتهام، ولأن الأصل في الدين الإسلامي هو الستر وصون العرض، يعد قاذف المحصنات من الملعونين في الدنيا والآخرة، وذلك كما قال في قوله تعالى “إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.
ما هي أنواع الذنوب؟
تنقسم الذنوب إلى نوعان؛ يتم تعيينهم وفقا للعقاب الناتج عنهما ومغفرة الله لتلك الذنوب من عدمها وهي كالتالي:
- كبائر الذنوب: التي تعرف بأنها تلك المعاصي والذنوب التي يترتب عليها التعرض للعقاب في الدنيا، وانتظار العذاب في الآخرة، ومن أبرز تلك الذنوب الشرك بالله وترك الصلاة والزنا.
- صغائر الذنوب: هي تلك الخطايا التي يقترفها المسلم دون أن يدرك العقوبة التي قد يتعرض لها نتيجة القيام بها والنتائج المترتبة على تلك الذنوب، ومن أبرزها الغيبة والنميمة والغش في الكيل والميزان وأذى الجار.
التوبة من كبائر الذنوب
هناك بعض الطرق التي قد يتخذها العبد للتوبة من كبائر الذنوب والتقرب الله والتماس غفرانه، وتتمثل تلك الطرق فيما يلي:
- إدراك العبد لحجم الذنب والخطأ الذي اقترفه، وإدراك العقاب الذي سوف ينتظره في الدنيا والآخرة.
- جهاد النفس على تحري طاعة الله وتنفيذ أوامره وتجنب كل ما ينهانا عنه ابتغاء مرضاته.
- الاستغفار وذكر الله واليقين بأن الموت يأتي بغتة ولا بد من الاستعداد له بخير الأعمال.
- اليقين برحمة الله وفضله على العالمين وأن باب التوبة مفتوح لعباده دوما.
- الدعاء المستمر بطلب الرحمة والمغفرة وتهذيب النفس وابتعادها عن المعاصي.
هل يغفر الله كبائر الذنوب بعد التوبة؟
إن الله سبحانه وتعالى لا يغلق بابه في وجه التائب، بل يغفر له كل ذنوبه مهما عظمت إذا تاب ذلك العبد توبة صادقة لوجه الله دون رياء، وذلك في قوله تعالى “إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً”، حيث تدل تلك الآية أن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة من كافة كبائر الذنوب فيما عدا الشرك به إذا استمر العبد عليه.
على ذلك تم التعرف على أعظم الذنوب الذي لا يغفر الله لصاحبه ، وهي كبائر الذنوب التي ينال صاحبها شديد العقاب في الدنيا والآخرة، كما تم التعرف على بعض الآيات القرآنية التي تنهانا عن القيام بكبائر الذنوب، كما تم عرض أنواع الذنوب وهي صغائر الذنوب وكبائر الذنوب، وطرق التوبة إلى الله تعالى، كما تم الإجابة عن هل يغفر الله الكبائر بعد التوبة.