بدأ الصلاة بعد الثلاثين يقضى أم يتوب
بدأ الصلاة بعد الثلاثين يقضى أم يتوب هو من المواضيع والأسئلة الفقهية المهمة بالنسبة للكثير من الأشخاص خاصة أولئك الذين يتهاونون في أداء الصلوات سنوات أو يتركونها سنوات طويلة ثم يرغبون والعودة إلى الصلاة والالتزام لأنّها ركن أساسي من أركان الإسلام ولأنّها أول ما يُسأل عليه العبد يوم القيامة، وفي هذا المقال سوف نقوم بتعريف القضاء في الصلاة وسوف نمر على حالة من بدأ الصلاة وهو في الثلاثين من عمره وما إذا كان عليه قضاء ما فات من صلوات أو التوبة فقط.
القضاء في الصلاة
إنّ المقصود بالقضاء في الصلاة هو أنّ يصلي المسلم الصلاة التي فاتته لنسيانها أو لأي سبب آخر، ويكون القضاء بإعادة أداء الصلاة الفائتة بنفس عدد ركعاتها من دون أي زيادة أو نقصان، فمن فاتته صلاة العصر مثلًا فعليه أن يصليها متى تذكرها أربع ركعات، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن نام عن صَلاةٍ أو نَسِيَها فلْيُصَلِّها إذا ذَكَرَها” فعلى المسلم أن يصلي الصلاة الفائتة عندما يتذكرها ولا يؤخرها عن ذلك أبدًا؛ اقتداءً بأمر الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
شاهد أيضًا: الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده
بدأ الصلاة بعد الثلاثين يقضى أم يتوب
ذخب جمهور أهل العلم إلى أنّه من ترك الصلاة لسنوات طويلة فعليه أن يقضيها حسب استطاعته وإمكانياته، فهذا هو الأحوط والأسلم، وذهب آخرون أنّ التوبة تكفي ولا يجب على المسلم أن يقضي الصلوات التي فاتته في هذه السنين، وإنما عليه التوبة على الصلوات التي فاتته بغير عذر، لأنّ التائب من الذنب في الشريعة الإسلامية كمن لا ذنب له، لذا يكفي أني يستغفر الشخص اللهَ رب العالمين وأن يسأله التوبة والمغفرة وأن يرجع إلى الصلاة ويلتزم بها حق الالتزام، وفيما يأتي نذكر قول ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة: “أنَّ الله تعالى فرض الصلاة ووضع لها وقتاً محدوداً لا تصح قبله، ولا بعده لأنها خرجت عن وقتها، فكيف ستصح بعد الوقت ولا تصح قبله، والوقت محدد أوله وآخره”.
للمتابعة اضغط على الصفحة التالية »
قضاء الفوائت بقدر الاستطاعة
إنّ قضاء الفوائت في الشرع الإسلامي يكون بحسب القدرة أو الاستطاعة وبحسب ما يتيسر للشخص، ولكنّ الواجب على المسلم أن يبادر لقضاء هذه الصلوات وألّا ينتظر أبدًا في القضاء، قال أهل العلم: “القضاء يكون كيفما تيسر له: من القلة والكثرة، ما لم يخرج إلى حد التفريط، ولا حد في ذلك، بل يجتهد بقدر استطاعته”، وقال أحد علماء المذهب المالكي وهو الأخضري في مختصره: “يَجِبُ قَضَاءُ مَا فِي الذِّمَّةِ مِن الصَّلَوَاتِ، وَلَا يَحِلُّ التَّفْرِيطُ فِيهَا، وَمَنْ صَلَّى كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَةَ أَيَّامٍ، فَلَيْسَ بِمُفَرِّطٍ”، وورد في كتاب الثمر الداني في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني: “ومن عليه صلوات كثيرة، سواء نسيها، أو نام عنها، أو تعمد تركها، صلاها -أي قضاها- في كل وقت، من ليل، أو نهار، وعند طلوع الشمس، وعند غروبها”.
شاهد أيضًا: من هم يأجوج ومأجوج
كيفية قضاء الصلوات الفائتة
إنّ مسألة قضاء الصلوات الفائتة في الشريعة الإسلامية يعتمد على أمرين اثنين، وهما: فوات الصلاة بعذر وفواتها بغير عذر شرعي، وفيما يأتي شرح كل قسم من هذين القسمين:
- فوات الصلاة بعذر: إذا فاتت صلاة المسلم بعذر فعليه أن يعجل إلى قضاء هذه الصلاة إبراءً لذمته من هذه الصلاة، وإذا نسي الصلاة ونام عنها لعذر من الأعذار المقبولة لفوات الصلاة فعليه أن يقضي وأن يسعى إلى عدم فوات غيرها، وجدير بالقول إنّ الواجب أن يقضي المسلم الصلاة الفائتة بعذر قبل أن يصلي الصلاة الحاضرة التي لا يخشى فوات وقتها أيضًا وإذا لم تكن الصلاة الحاضرة في جماعة، فإذا كانت الصلاة الحاضرة فعليه أن يصليها ثم يصلي ما فاته من صلاة سابقة.
- فوات الصلاة بغير عذر:
للمتابعة اضغط على الصفحة التالية »
إذا فاتت صلاة الفريضة على المسلم من دون عذر شرعي فقد أتى إثمًا عظيمًا وكبيرة من الكبائر، فترك الصلاة من أعظم الأمور التي قد تُخرج المسلم من الملة، لذا عليه أن يقضي هذه الصلاة على الفور وأن يعجل في قضائها ما استطاع من غير تأخير ولا مماطلة لكي يبرئ ذمته، ويرى أهل العلم أنّ إذا شق على المسلم أداء الصلوات الفائتة دفعة واحدة، فيجوز له أن يقضي مما فات من هذه الصلوات على قدر استطاعته، مثل أن يصلي المسلم مع كل فريضة ما فاته من فروض سابقة.
صفة قضاء الصلاة الفائتة
إنّ الأصل والأساس في قضاء الصلوات الفائتة أنّ قضاءها يكون بنفس طريقة أداء الصلاة المكتوبة، وقضاء الصلاة الفائتة تنطبق عليه أحكام الصلاة المفروضة غير الفائتة، فمن كان على سفر وقد فاتته صلاة الظهر مثلًا، يمكنه أن يقضي هذه الصلاة ركعتين فقط، ومن فاتته صلاة تُصلّى سرًا فعليه أن يقضيها سرًا ومن فاتته صلاة تُصلّى جهرًا فعليه أن يقضيها جهرًا، وجدير بالقول إنّ مسألة ترتيب الصلوات الفائتة مختلف فيها، فقال الحنفية والمالكية والحنابلة أن الترتيب في الصلوات الفائتة واجب، أمّا الشافعية فقالوا إنّ الترتيب مُستحب لأنّ كل صلاة من الصلوات الفائتة هي بمثابة عبادة مستقلة عن الأخرى، والله تعالى أعلم.
شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المنتحر
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه على تعريف القضاء في الصلاة ثم مررنا على بدأ الصلاة بعد الثلاثين يقضى أم يتوب ثم ألقينا فيه الضوء على مسألة قضاء الفوائت بقدر الاستطاعة ثمّ تحدثنا عن كيفية قضاء الصلوات الفائتة ومررنا في النهاية على صفة قضاء الصلاة الفائتة في الشريعة الإسلامية.
