الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده
إنّ الحديث الذي يذكر الصحابي الذي يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده هو حديث رواه أبو ذرّ الغفاري رضي الله عنه، وذُكر في تخريج سير أعلام النبلاء لشعيب الأرناؤوط بإسناد ضعيف، وجاء فيه: “أبطَأْتُ في غَزْوةِ تَبوكَ، مِن عَجَفِ بَعيري.
ابنُ إسحاقَ: حَدَّثَني بُرَيدةُ بنُ سُفيانَ، عن محمَّدِ بنِ كَعبٍ القُرَظيِّ، عن ابنِ مَسعودٍ، قال: لَمَّا سار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى تَبوكَ، جعَلَ لا يَزالُ يَتخلَّفُ الرَّجُلُ. فيَقولونَ: يا رسولَ اللهِ، تَخلَّفَ فُلانٌ. فيَقولُ: دَعُوه، إنْ يَكُنْ فيه خَيرٌ فسيَلحَقُكم، وإنْ يَكُنْ غيرَ ذلك فقد أراحَكم اللهُ منه. حتى قيلَ: يا رسولَ اللهِ، تَخلَّفَ أبو ذَرٍّ، وأبطَأَ به بَعيرُه.
قال: وتَلوَّمَ بَعيرُ أبي ذَرٍّ، فلمَّا أبطَأَ عليه أخَذَ مَتاعَه، فجعَلَه على ظَهرِه، وخرَجَ يَتبَعُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. ونظَرَ ناظِرٌ، فقال: إنَّ هذا لرَجُلٌ يَمشي على الطَّريقِ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كُنْ أبا ذَرٍّ. فلمَّا تَأمَّلَه القَومُ، قالوا: هو -واللهِ- أبو ذَرٍّ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: رحِمَ اللهُ أبا ذَرٍّ، يَمشي وَحدَه، ويَموتُ وَحدَه، ويُبعَثُ وَحدَه.
فضرَبَ الدَّهرُ مَن ضرَبَه، وسُيِّرَ أبو ذَرٍّ إلى الرَّبَذةِ. فلمَّا حضَرَتْه الوَفاةُ أوْصى امرأتَه وغُلامَه، فقال: إذا مِتُّ فاغسِلاني، وكَفِّناني، وضَعاني على الطَّريقِ، فأوَّلُ رَكبٍ يَمُرُّونَ بكم فقولا: هذا أبو ذَرٍّ. فلمَّا مات فعَلا به ذلك، فاطَّلَعَ رَكبٌ، فما علِموا به حتى كادتْ رَكائبُهم تَوطَّأُ السَّريرَ. فإذا عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ في رَهطٍ مِن أهلِ الكُوفةِ،
فقال: ما هذا؟ قيلَ: جِنازةُ أبي ذَرٍّ. فاستهَلَّ ابنُ مَسعودٍ يَبكي، وقال: صدَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يَرحَمُ اللهُ أبا ذَرٍّ! يَمشي وَحدَه، ويَموتُ وَحدَه، ويُبعَثُ وَحدَه. فنزَلَ، فوَليَه بنَفْسِه، حتى أجَنَّه”.
شاهد أيضًا: هل يجوز الترحم على المنتحر
كيف مات أبو ذر الغفاري
للمتابعة اضغط على الصفحة التالية »