قصة قصيرة عن بر الوالدين

قصة قصيرة عن بر الوالدين

قصة قصيرة عن بر الوالدين من القصص التي يبحث عنها كثير من الناس، كون مسألة بر الوالدين من الأمور المهمة والتي يغفل عنها كثير من الأبناء، ويمكن من خلال قراءة هذه القصص للأطفال قضاء وقت ممتع ومسلٍ والحصول في النهاية على العبرة الكبيرة والحكمة العظيمة منها، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال قصة الشاب الذي توفيت والدته قبل أن ينهي دراسته وقد أنفقت عمرها في سبيله وفي سبيل سعادته فحاول أن يرد لها جزءًا من هذا الفضل بعد موتها.

قصة قصيرة عن بر الوالدين

يُحكى أنَّ رجلًا وزوجته كانا يعيشان بسعادة وهناء وقد رزقهما الله تعالى بطفل وفرحا به فرحًا شديدًا، ولكن ما إن بلغ الطفل السادسة من عمره حتى توفي والده تاركًا الأم والابن يواجهان الحياة ومصاعبهما وحيدين، ولكن الأم لم تترك ولدها يعاني نتيجة فقدان والده، فأصرت على ابنها أن يتعلم وأن يكمل تعليمه على مقاعد الدراسة وأن تتكفل بجميع مصاريفه حتى يكمل تعليمه حتى النهاية، ولم تكن تسمح له بالعمل خلال أيام الدراسة حتى يكون دائمًا من المتفوقين ويركز على دراسته، وكان أكبر هم يشغل بال الشاب أنه عندما يكبر سوف يعمل بجد ونشاط حتى يتمكن من رد جزء بسيط من الجميل والفضل الكبير الذي قدمته له والدته طوال هذه السنوات، وحتى ترتاح هي من العمل ويعوضها عن الجهد الذي تبذله، ولكن مشيئة الله تعالى هي الغالبة فقد توفيت والدة الشاب قبل أن ينهي دراسته، فحزن عليها حزنًا كبيرًا وعاهد نفسه على متابعة دراسته وتحقيق حلم والدته، وبعد أن أنهى تعليمه وبدء بالعمل قرر أن يخصص مبلغًا من المال ينفقه على الفقراء وأن يكون ذلك صدقة جارية عن والدته، وعاهد نفسه أن يدعو لها في كل صلاة وفي كل سجدة، وأن يتصدق عنها لبناء المساجد وتوزيع برادات الماء لأن أفضل الصدقات سقيا الماء كما ورد عن رسول الله صلى الله صلى عليه وسلم، ومع مرور الأيام تزوج الشاب وزرقه الله تعالى بولد جميل رباه على الخلق والدين كما ربته والدته، وبعد مرور سنوات كبر الولد وكان يشاهد والده وهو يتصدق عن والدته باستمرار، وفي أحد الأيام شاهد وهو يتوجه إلى الصلاة في المسجد القريب مجموعة من الرجال يضعون براد الماء أمام المسجد، فحزن لأنه وزع البرادات في كل مكان ونسي مسجد الحي، وفي تلك اللحظة استقبله إمام المسجد وهو يشكره ويثني عليه قائلًا: جزاك الله على هذه الصدقة، فقال له والدهشة بادية على وجهه: لكن لا علاقة لي بهذا البراد يا شيخ، فقال له الإمام: بل هو منك أحضره ابنك اليوم وقال إنه صدقة منك، فأقبل عليه ابنه الصغير وأخبره أن كان يجمع المال ويدخره منذ سنوات حتى يبره به كما كان هو يبر والدته المتوفاة، فرح الرجل كثيرًا ودمعت عيناه على هذا الموقف العظيم الذي عوضه الله تعالى به عن كل شيء.

شاهد أيضًا: قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة

العبرة المستفادة من قصة بر الوالدين

إنَّ بر الوالدين من الأمور المفروضة في الإسلام، وقد أمر الله تعالى ببر الوالدين في كتابه العزيز، فقد قال جل من قائل: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، ومن يبر والديه لا بدَّ أن يبرَّه أبناؤه لو بعد حين، فالجزاء من جنس العمل، وعلى الإنسان أن يعمل لدنياه وآخرته وألا يقصر في حق من كانا سببًا في وجوده في هذه الدنيا ومن كانا يضحيان بكل شيء في سبيل تربيته وتنشئته كما يشاء الله تعالى ويرضى.

شاهد أيضًا: قصة قصيرة عن الصدق للأطفال

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال قصة قصيرة عن بر الوالدين وقد تعرفنا على قصة الشاب الذي لم تسعفه الأيام لأن يسعد والدته ويبرها كما يشاء في حياتها، فبرها بعد موتها، وذاق ثمرة هذا البر في الدنيا قبل الآخرة، عندما برَّه والده وهو ما يزال طفلًا صغيرًا وهو يقلد والده ويتبع خطاه في برٍّ الوالدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *