قصص الانبياء والرسل ومعجزاتهم بالترتيب

قصّة لوط عليه السلام

تحمل قصة لوط من الكثير من العبر والفوائد، وكما أشرنا مسبقان أن رسالة جميع الأنبياء والرسل في المقام الأول هي الدعوة  إلى توحيد الله عز وجل ثم السير على منهجه القويم والتحلي بمكارم الأخلاق والعودة للفطرة السوية. وقد عرف عن قوم لوط، وكانوا يدعون قوم سدوم،  إصرارهم على ارتكاب المعاصي وعلى رأسها  فاحشة اللواط؛ وهي اتيان الرجال شهوةً من دون النساء. بالإضافة إلى إجرامهم بقطع الطرق ونهب أموال الغير وترويعهم  .

وقد جاهد نبي الله لوط معهم كثيرا ودعاهم إلى عبادة الله وحده، والكف عن ارتكاب الفواحش لكنهم لم يستجيبوا له بل أنهم هددوه بالإخراج من القرية. وهنا أرسل الله تعالى إلى نبيّه ملائكة على هيئة بَشَر أخبروه بأن الله تعالى سيهلك قومه ومعهم زوجته حيث لم تكن من الصالحات، وبشّروه بأنه تعالى سينجيه مع مَن آمن بدعوته من العذاب.

وبالفعل خرج لوط وآله من المؤمنين ليلا وطَمْس الله تعالى أعين الكفار عنهم، ثمّ سلط الله الصيحة على القرية فقُلِبتها  رأساً على عقب، كما أرسل لهم حجارة من الطين فقضي عليهم أجمعين . وجاء الوصف في عدة مواضع من القرآن في كثير من السور،منها: الأعراف، هود، الحِجر، الأنبياء، الشعراء، النمل، العنكبوت، الصافات، القمر.

قصّة شُعيب عليه السلام

كان شعيب عليه السلام نبي مرسل  من الله تعالى إلى قوم مَدْين لينهاهم عن عبادة الأصنام، والتطفيف في الميزان، حيث كان من المعاصي الشائعة لديهم.  وقد عرف النبي شعيب عرف بخطيب الأنبياء لحكمته وفصاحته، وقد جاهد عليه السلام مع قومه لسنوات لكن لم يؤمن به ويستجب له سوى نفر قليل ، فيما استكبر  الكثيرون وأصروا على الكفر وارتكاب المعاصي. واتّهموا شعيب  بالكذب والسِّحر وهددوه بالقتل.

وعندها قرر سيدنا شُعيب الرحيل إلى الأيكة ليواصل دعوته مع أهلها المشركين وكانوا يركبون نفس المعصية وهي تطفيف الكيل. ولم يختلف الحال، حيث رفضوا الاستجابة للحق ،فعاد النبي إلى مَدْين ، وواصل شعيب دعوته ، بينما تمادي قوم ه في الطغيان فأنزل الله تعالى بهم العقاب الشديد، في يوم سمي بيوم الظلة قال تعالى:

{فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}، سورة الشعراء، آية:189

حيث سلط على بيوتهم حرا شديدا ، فخرجوا منها وسخر الله تعالى سحابة استظلوا  بها وتجمعوا تحتها، ثم أنزل عليهم نارًا أحرقتهم جميعا. وقد جاء ذكر قصة شعيب في عدة سور منها هود والعنكبوت والأعراف والشعراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *